اختيار سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" لعمه العباس بن عبد المطلب لعقد الراية في غزوة حنين فيه دلالة واضحة على مدى أهمية مكانة العباس، كونه أحد الشخصيات المؤثرة والقيادية في المواقف الحرجة، ويعكس مدى ثقته في قدرته على توجيه الآخرين وتحفيزهم.
يرجع اختيار النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعمه العباس في غزوة حنين لعدة أسباب، مثل اتصافه بالسيطرة والتأثير على كل من في القبيلة، واختياره ليكون في المقدمة يعكس مدى تقدير لخبرته وشجاعته، الوضع في المعركة فقد وقع غزوة حنين في السنة الثامنة للهجرة وقد تعرض المسلمون في بداية المعركة لهجوم مفاجئ من قبائل قبيلة هوازن وكان العباس هنا مقاتل شجاع وحاول الحفاظ على صفوف المسلمين وتنظيمهم وسط الفوضى الحادثة وقد عكس ذلك صفاته القيادية، الشجاعة والثبات كونه من الشخصيات التي شهد لها من قبل الرسول بالإيمان والثبات، الرعاية والتوجيه وقد اتضح ذلك عقب الفوضى التي حدثت في بداية المعركة عندما طلب النبي منه أن ينادي المسلمين ويحثهم على الثبات، ويدلل ذلك على قدرته العالية على التأثير على المجاهدين.