المدح هو أحد الأساليب البلاغية التي تهدف إلى إظهار الصفات الحسنة وتشجيع الأفعال النبيلة، حيث يستخدم المدح في اللغة العربية لترسيخ القيم الإيجابية في النفس سواء في الشعر أو النثر، ويعتبر المدح وسيلة لتحسين العلاقات الإنسانية، إذ يعبر عن التقدير والاحترام بين الناس، ومن أهم صيغ المدح في اللغة استخدام أدوات المدح مثل "نِعْمَ" و"حبَّذا"، والتي تأتي غالبًا لتسليط الضوء على الممدوح وصفاته الجليلة، فعبارة "نعم الصدِيق... الوفي" تحمل في طياتها رسالة قوية عن أهمية الوفاء في الصداقة، حيث يتم مدح الصديق وتخصيص صفة الوفاء كأهم سماته.
إن جملة نعم الصَدبق... الوفي هي بالفعل صحيحة وصواب في بنائها ودلالاتها البلاغية، و في هذه العبارة أداة المدح "نعم" تستخدم للإشادة بالصديق والمخصوص بالمدح هو "الوفي" وهو الذي تتوجه إليه صفة المدح بشكل مباشر وهذه الجملة لا تقتصر على مدح الصديق بشكل عام بل تخصص صفة الوفاء كميزة أساسية تُميز الصديق الحقيقي، بالتالي العبارة تؤدي وظيفتها البلاغية بشكل مثالي، حيث تظهر التقدير للصديق الوفي وترسخ أهمية الوفاء كقيمة جوهرية في العلاقات الإنسانية، وهذه التركيبة تبين جمال اللغة العربية في قدرتها على التعبير عن المعاني العميقة بدقة وإيجاز.