تعود هذه القصيدة إلى الشاعر العراقي محمد مهدي بن حسين الجواهري، ولد الجواهري في عام 1900م في النّجف، وكانت طفولته ونشأته فيها، وكانت ملكة الشعر عنده متأصلةً فقد كان أبوه شاعرٍ وكان أخوه أيضاً شاعرٍ، انتقل الجواهري إلى بغداد وكان يعمل هناك في الصّحافة وأصدر عدة جرائد، على سبيل المثال "جريدة الفرات"، و"الانقلاب"، و"الرأي العام"، وكان الجواهري من أشهر المساهمين في حركة التحرر الوطني والنضال ضد الاستعمار. وكتب العديد من القصائد الشعرية، وتعد قصيدة جمرة الشهداء واحدة من أجمل قصائده الشعرية التي تشعل فتيل الجهاد وتصف لنا روعة الشهادة من أجل الوطن وحماية الوطن والشرف والكرامة.
يصف الشاعر الجواهري في القصيدة تركه لوطنه العراق حيث الخنوع وسيف الذل، ووصل إلى دمشق وصل الشاعر إلى هذه البلاد يغترف منها الكرامة والنبل والشجاعة، ويتعلم التضحية فهي موطن الأحرار، وأرض جمهرة الشهداء، يحكي الشاعر كيف مشى ليلًا إلى دمشق مكابرًا على الدرب، وكيف كان طريقه شاق ولكنه كان يلمح فيه نور الشّهداء، وطريق نضالهم المستنير.
