يعد الالتزام بآداب دخول الخلاء والخروج منه من الجوانب التي تعكس شمولية تعاليم الدين الإسلامي في توجيه المسلم لكل تفاصيل حياته، حتى في الأمور التي قد تبدو بسيطة الإسلام دين الطهارة والنظافة، وقد اهتم بوضع آداب محددة لتوجيه السلوك الإنساني بما يحقق النظافة الجسدية والمعنوية، ويحفظ كرامة الإنسان واحترام البيئة المحيطة، ومن هذه الآداب ما يتعلق بكيفية دخول الخلاء والخروج منه، حيث تظهر هذه التعليمات حرص الإسلام على النظام والاحترام في كل الأحوال، وهذه الآداب ليست مجرد عادات اجتماعية، بل هي سنن نبوية تتعلق بالعبادة والسلوك، ما يجعل الالتزام بها جزءًا من الطاعة والتقرب إلى الله.
يستحب للمسلم عند دخول الخلاء تقديم القدم اليسرى، وعند الخروج تقديم القدم اليمنى، وذلك وفقًا لما أقرته المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية و المالكية و الشافعية والحنابلة، وقد اتفقت كتب الفقه على هذا التوجيه، كما ذكر الإمام النووي في شرحه للأحاديث النبوية، والحكمة من هذا الترتيب تأتي من قواعد الشريعة الإسلامية التي تفضل تقديم الأيمن في الأمور التي تتعلق بالتكريم والطهارة، مثل الوضوء والغسل ولبس الملابس، بينما تقدم الأيسر في الأمور التي تتعلق بالأذى أو القذارة مثل دخول الخلاء، و الالتزام بهذا الأدب البسيط يرسخ مفهوم الطاعة والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه يبين تنظيم حياة المسلم اليومية وفق أسس دينية تراعي كل التفاصيل، مما يجعل حياته متزنة ومليئة بالبركة.
