يحكي التاريخ قصص الكثير من هؤلاء الأطفال، لكن قصة عمر ياسف تعد هي العنوان الأبرز في بطولة الأطفال في مواجهة الاستعمار.
لقد ولد عمر الصغير في عام 1944 في حي القصبة الشعبي بالجزائر العاصمة، وزاول دراسته مثله مثل أقرانه في الحي الذي ولد وكبر فيه، لكنه انقطع عنها وهو في الـ11 من العمر، بدأ المشاركة في الثورة بعمر لا يتعدى عشر سنوات، وكان من مجاهدي حي القصبة العتيق، لقد شارك مع رجال في سنّ والده حيث عمل على حمل الرسائل إلى المسؤولين، وكان يمثل حلقة وصل بين القائد العربي بن مهيدي وياسف سعدي وباقي الفدائيين، وشهد له الشهيد العربي بن مهيدي بأنه يتصف بحماسه الفياض وبإرادته الفولاذية، كما أنه استطاع بكل نباهة أن يتخطى جميع الحواجز البوليسية ولم تستطيع السلطات الفرنسية من اكتشاف نشاطه إلى أن قد استشهد رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وحميد بوحميدي في يوم 08 أكتوبر من عام 1957 بعد نسف المنزل الذين كانوا مختبئين فيه بحي القصبة.