إن هذه العبارة تحمل في طياتها مفهومًا عميقًا حول معنى الأخلاق، حيث توضح أن القيم الأخلاقية لا ينبغي أن تُفهم على أنها مجرد مجموعة من القواعد الجافة والأوامر التي تقتصر على فرض التحذيرات بل إن الأخلاق يجب أن تكون أكثر من ذلك، فهي مبادئ يجب أن تتغلغل في الشخصية وتُمارس بشكل طوعي يعكس الفهم الداخلي.
إن معنى كلمة زواجر في العبارة السابقة هو النواهي، وهي الأوامر التي تنهي عن فعل شيء معين، كما أنها تشير إلى القيود التي تُفرض على الأفراد في تصرفاتهم وسلوكياتهم، ورغم أن النواهي ضرورية لضبط السلوك ومنع الانحراف، فإن ذلك النص يشير إلى أن الأخلاق ليس من الممكن اختصارها في تجنب المحظورات فقط، بل هي أكثر من ذلك بكثير، تتطلب الأخلاق أن يكون الفرد مؤمناً بها داخلياً، ويوجد لديه الرغبة الحقيقية في التحسن بعيدًا عن الشعور بالإكراه، فهي تنبع من فطرة الإنسان، وتتطلب تدريبًا مستمر، لكي تصبح جزءًا من شخصية الفرد وتوجهاته الحياتية.