تعد المياه الجارية من أقوى العوامل الطبيعية التي تؤثر على تضاريس الأرض وتغير ملامح الصخور بمرور الوقت، من خلال عمليات التآكل والنقل والترسيب، تلعب المياه دور كبير في تشكيل البيئة المحيطة، سواء كانت هذه المياه في شكل أنهار، أو تيارات، أو سيول، فإن تأثيرها على الصخور يكون واضح، حيث تتغير خصائصها وأشكالها بمرور الزمن بفعل قوى المياه المتدفقة.
الصخور تتغير بفعل المياه الجارية من خلال عمليتين رئيسيتين: التآكل والنقل، في عملية التآكل، تقوم المياه المتدفقة بحمل الرمال والجسيمات الصغيرة التي تحتك بالصخور وتؤدي إلى تآكلها ببطء بمرور الوقت، ينتج هذا الاحتكاك أسطح ناعمة للصخور أو يؤدي إلى تشققها وتفتيتها، أما في عملية النقل، فتقوم المياه بحمل الصخور المفتتة أو الجسيمات الصغيرة ونقلها إلى أماكن أخرى، مما يغير من موقعها وحجمها وبالإضافة إلى ذلك، قد تذيب المياه بعض المعادن الموجودة في الصخور، مما يؤدي إلى تغيير تركيبها الكيميائي وكل هذه العمليات تجعل المياه الجارية قوة طبيعية فعالة في تشكيل ملامح الأرض وتغيير الصخور باستمرار وتتسبب المياه الجارية أيضًا في عمليات أخرى مثل التحلل الكيميائي والتذويب، في المناطق التي تحتوي على صخور كربوناتية مثل الحجر الجيري، يمكن للمياه الجارية أن تحتوي على حمض الكربونيك الذي يذيب الصخور تدريجي، مما يخلق تجاويف وأنفاق تحت الأرض.
