يتأمل القرآن الكريم في العديد من الآيات مظاهر خلق الله في الكون، داعي الإنسان للتفكر في عجائب صنعه وإبداعه ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (سورة الغاشية، آية 17)، حيث يوجه الله عز وجل نظر الإنسان إلى الإبل، أحد أعظم مخلوقاته، لما فيها من دلائل تدل على قدرة الله وحكمته.
تشير الآية إلى دعوة الإنسان للتفكر في خلق الإبل باعتبارها مخلوق عجيب يتميز بقدرات فريدة، الإبل قادرة على التأقلم مع البيئات القاسية مثل الصحراء، حيث تتحمل العطش والجوع لفترات طويلة، كما أن تصميم جسدها يعكس الإبداع الإلهي، من حيث قدرتها على تخزين الماء والطعام، وأرجلها التي تتيح لها السير بسهولة على الرمال، هذه الصفات تجعل الإبل رمز من رموز التكيف والقوة، وهي دعوة للتأمل في عظمة الخالق وإدارته المتقنة لشؤون مخلوقاته، ما يدفع الإنسان للتفكر في نعم الله وشكره عليها وتشكل الإبل في هذه الآية مثالًا حيًا على الإبداع الإلهي في خلق المخلوقات وتكيفها مع بيئتها، فهي ليست مجرد وسيلة للنقل أو مصدر للغذاء، بل هي أيضًا دعوة للتفكر والتأمل، من خلال النظر إلى الإبل، يدرك الإنسان كيف سخر الله الطبيعة لخدمته وكيف جعل مخلوقاته شاهدة على عظمته، هذه الدعوة للتفكر تهدف إلى تعزيز الإيمان بالله والاعتراف بقدرته العظيمة التي تظهر في كل تفاصيل الكون.