الإستقراء الناقص هو أحد طرق الاستدلال المنطقي التي تعتمد على استخلاص تعميمات أو استنتاجات عامة بناءً على ملاحظات أو حالات جزئية، رغم استخدامه الواسع في العلوم الطبيعية والاجتماعية، فقد وجهت إليه انتقادات عديدة تتعلق بدقتها ومنهجيته، أحد أهم الانتقادات هو أنه قد يؤدي إلى تعميمات غير صحيحة، حيث لا يضمن أن جميع الحالات غير الملاحظة تتبع نفس النمط الذي استنبط من الحالات الملاحظة وعلى سبيل المثال، إذا تم ملاحظة أن جميع البجع في منطقة معينة أبيض اللون، فقد يؤدي الاستقراء الناقص إلى استنتاج خاطئ بأن كل البجع أبيض، متجاهل إمكانية وجود بجع في أماكن أخرى.
كما أن الإستقراء الناقص يواجه مشكلة كبيرة تتعلق بالثبات في الظروف أو العوامل المؤثرة، بمعنى أنه يعتمد على الافتراض الضمني بأن الشروط المحيطة بالملاحظات السابقة ستظل ثابتة في المستقبل، هذا الانتقاد يجعل من الصعب الوثوق بنتائج الإستقراء الناقص عند التعامل مع ظواهر معقدة ومتغيرة باستمرار وإضافة إلى ذلك، يفتقر الإستقراء الناقص إلى القدرة على تقديم تفسير منطقي كامل لنتائجه، حيث يركز على الوصف أكثر من التفسير، مما يجعله أقل قوة مقارنة بالاستدلال الاستنتاجي ورغم هذه الانتقادات، لا يزال الإستقراء الناقص أداة مهمة في البحث العلمي، لكنه يستخدم بحذر ويدعم غالبا بأساليب أخرى مثل التجريب والاستقراء التام لتقليل احتمالية الخطأ وتحقيق نتائج أكثر دقة.