عند إقامة المسلمين في أي مكان، كان بناء المساجد أول وأهم خطوة يقومون بها، المسجد لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان مركز اجتماعي وثقافي وتعليمي يجمع المسلمين ويوحد صفوفهم، فقد كان المسجد يستخدم لأداء الصلوات، وعقد الاجتماعات المهمة، وتلقي العلم من العلماء، إضافة إلى كونه مركز لإدارة شؤون المجتمع، هذا الحرص على بناء المساجد يُظهر الأهمية الكبيرة التي أولتها الحضارة الإسلامية للحفاظ على الدين وتقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وإلى جانب بناء المساجد.
اهتم المسلمون بتأسيس البنية التحتية اللازمة لدعم استقرار المجتمع الإسلامي، مثل الأسواق والمستشفيات والمدارس، كان الهدف من ذلك تحقيق التوازن بين الروحانيات والاحتياجات اليومية، وضمان أن يكون المجتمع الإسلامي قائم على أسس قوية تجمع بين العبادة والتنمية الشاملة، هذه الجهود أسهمت في ترسيخ الإسلام في المناطق الجديدة ونشر قيمه ومبادئه بطريقة شاملة ومستدامة ومن الأمثلة على هذا النهج ما فعله النبي محمد ﷺ عند وصوله إلى المدينة المنورة، حيث كان أول عمل قام به هو بناء المسجد النبوي، ليكون مركز للحياة الإسلامية والدينية والاجتماعية، كما حرص المسلمون بعد ذلك على اتباع هذا النهج في فتوحاتهم، فكانت المساجد تبنى في المدن الجديدة لتعكس هوية الإسلام وتنظم شؤون المجتمع وإلى جانب ذلك، ركز المسلمون على تعزيز العدالة وتطبيق القوانين الشرعية لإرساء الأمن والاستقرار، كما اهتموا بتقديم الخدمات العامة مثل حفر الآبار.
