اري أستيل (1666-1731) كانت كاتبة وفيلسوفة إنجليزية تعد من أوائل المدافعات عن حقوق المرأة في بريطانيا، تحدت أستيل المعتقدات الدينية السائدة في زمنها، حيث رفضت فكرة أن الدين يستخدم كأداة لتبرير اضطهاد النساء وإخضاعهن للسلطة الذكورية، في كتابها الشهير تأملات جدية في تعليم النساء (1694)، انتقدت أستيل التفسير التقليدي للنصوص الدينية التي تبرر الهيمنة الذكورية، ودعت إلى تفسير أكثر عدل وإنصاف، معتبرة أن النساء لا يجب أن يجبرن على الطاعة العمياء للرجال، بل يجب أن يكون لهن الحق في التفكير واتخاذ القرارات بناء على العقل والدين بشكل متساوي.
دافعت أستيل عن تعليم النساء بوصفه حق ديني، معتبرة أن الجهل لا يرضي الله، بل إن التعليم هو الذي يقرب النساء من الخالق ويعزز معرفتهن بدينهن، في فترة كانت تعتبر فيها النساء أقل شأن فكري من الرجال، كانت حجج أستيل ثورية، إذ طالبت بمنح النساء فرصة متساوية للحصول على المعرفة الدينية، مؤكدة أن القيم المسيحية الحقيقية تدعم العدالة والمساواة بين الجنسين من خلال كتاباتها، وضعت ماري أستيل أساس فكري لحركة حقوق المرأة، وأثرت بشكل كبير على النقاشات الدينية والفلسفية في القرن الثامن عشر وما بعده.